ثالثاً - : مصطلح (قصيدة الرؤيا)


ثالثاً - : مصطلح (قصيدة الرؤيا)

تتحدد قصيدة الرؤيا زمنياً بمرحلة الخمسينيات والستنينيات ، وقد أعلنت عن نفسها مع العدد الأول من مجلة شعر التي أصدرها أدونيس ويوسف الخال عام 1957م ، وتتحدد دلالياً من كونها تشكّل ظاهرة ذات خصائص مميزة في حركة الشعر العربي المعاصر , فهي تتجه نحو المستقبل ؛ أي أنها تغلّب الرؤيا على الرؤية ، وبما أن المستقبل غير واضح ، فهي دائمة التجريب عبر المفردة والتركيب واللغة والصورة ، وتحاول - هكذا يبدو للوهلة الأولى - ألا تلتزم بنظام معيّن . وبينها وبين الواقع قطيعة دائمة ، وهو دائماً قبيح أو كوميدي . وتعتمد على الماضي في بناء الرؤيا / الماضي العربي المشرق لدى الشعراء القوميين العرب ، والماضي السوري المشرق لدى القوميين السوريين .
لذا فالماضي ( مَثَلُها الجمالي ) وهو مصدر القيم الجمالية ومادة الرؤيا والبديل الموضوعي لأشكال القبح التي تتجلّى دائماً في الواقع .
ويحكمها الموقف الذاتي الذي يعتمد - بشكل دائم - على ثناية الفرد والعالم ، والأنا والموضوع ، والماضي والمستقبل .
وهي قصيدة تهيمن عليها الإيديولوجيا ؛ أو بمعنى آخر تسير ضمن خط معلوم رسمته الإيديولوجيا سلفاً .
كما أنها قصيدة منفتحة على الأجناس الأدبية الأخرى ، والحوار مع المؤثرات الوافدة .
ولقصيدة الرؤيا تعاملٌ مميّز مع كل من العالم والرؤية والرمز والأسطورة والتراث واللغة والتركيب والصورة .
وهي فوق كل هذا وذاك تقف على الضفة الأخرى من ( قصيدة الرؤية ) .

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire