رابعاً - : قيمة الجميل


رابعاً - : قيمة الجميل

-      الجميل في الحياة " مرتبطٌ بالسلوك الحسن والمريح ، وهو ، في المظهر الحسي للكائن ، مقدارٌ معيّنٌ من التناسـق والانسجام الذين يثيران الراحةَ والاطمئنان في النفس . وهو ، في الفن،  يعني تأكيدَ الفنان على كل ما هو جميل ، وتجسيده عبر الصورة الفنية الحية . ومهمّةُ الناقد أن يستخرجَ " قيمةَ الجميل " هذه من النص ، ويحدّد ملامحها ، وكيفيّتها ، ثم ينتقل إلى تقويم الجميل عبر تحوّله من " المفهوم " إلى " القيمة " ،  وما يُصاحِب ذلـك من  تحوّلات  على  صعيد النص .
 -     و" الجميل في الفن " ، كما يؤكّد علماء الجمال ، أكملُ منه في الطبيعة ، لأنه ، أي الجميل في الفن يتضمّن الجميلَ في الطبيعة مضافاً إليها تفّرد الفنان وخصوصيته ، ووحدة الصورة الفنية التي لا تتكرّر 0
-     وللجميل وجهان أساسيان لا يتمّ إلاّ بتكاملهما وتفاعلهما معاً 0 وجهٌ حسيّ مرتبط بخارج الشيء ومظهرِه 0 وهو يتعلّق بكلّ ما تقع عليه الحوا س ، وبخاصة حاسة البصر ، ووجهٌ باطني ، روحي لا يُرى إلا عبر السلوك ، واستطالاته المختلفة 0                                      
ومن ميزات الوجـه الحسي للجميل التناسقُ بين أجزاء الشيء ، والتفاعل فيما بينها ، والتوازن ، وعـدم التنافر 0 فهو ، في الإنسان ، تناسـقٌ في المظهر ، وتكاملٌ في الجوهر 0 وهو ، في الفن ، تفاعلٌ بين شكل الصورة ، ومحتواها 0
-     والجميلُ لا يكـونُ كذلك إلا ضمنَ الانسجام بين وجهيه الخارجي والباطني ، الحسّي والروحي 0 ودون ذلك يشتدُّ التنافرُ ، فيكون " القبيح " ، أي إنّ " الجميلَ " يكون باتفاق الجانبين ، وبغيرهما يصبح ناقصاً ، وينحـدر ليصبح " قبيحًا " 0 
-      والجميل في الفن ، أعني في الشعر الذي هو مادة دراستنا هذه يتمثّل في قدرة الشاعر على رسم صورة فنيّة ناجحة ضمن مواصفات محدّدة ، تنطوي على مقدارٍ فسيح من التأثير 0
                                            

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire